النباتات هي مجموعة رئيسية من الكائنات الحية، تشتمل على نحو 375000 نوع، من أمثلتها الأشجار والأزهار والأعشاب والشجيرات والحشائش وأيضا السراخس. تقسم النباتات إلى نباتات بذرية (بالإنكليزية: Seed plants) ونباتات لاوعائية (بالإنكليزية: Bryophyte) وسراخس (بالإنكليزية: Ferns) وشبيهات السراخس (بالإنكليزية: Fern allies). في عام 2004 تم تمييز وتحديد 287,655 نوع نباتي، منها 258,650 مزهرة و15,000 لاوعائية. أهم ميزة للنباتات أنها ذاتية التغذية، وبالتالي فهي توفر الغذاء لنفسها وللحيوانات العاشبة أيضاً وللإنسان، مما يجعلها أهم عناصر دورة الغذاء في الطبيعة. تستطيع النباتات تحويل طاقة الشمس إلى شكل طاقة كيميائية في الكربوهيدرات عن طريق التمثيل الضوئي ضمن الصانعات اليخضورية في خلايا النباتات. تغطي النباتات معظم سطح الأرض، وتستطيع أن تعيش في جميع البيئات. تزودنا بالأكسيجين عندما تصنع غذائها الذي يعتبر غذاء للمخلوقات الأخرى، وتطرح بخار الماء الذي يعمل على تلطيف الجو.
التصنيف
قسّم أرسطو الكائنات الحية كلها بين النباتات والحيوانات. تعد مملكة النبات حالياً إحدى الممالك الست في النظام الحديث. ميز أرسطو النباتات بأنها عديمة الحركة. في نظام كارولوس لينيوس سميت هذه المجموعة بمملكة النبات (باللاتينية: Vegetabilia) ثم (باللاتينية: Plantae)، في حين احتلت الحيوانات نطاق مملكة أخرى دعاها لينيوس مملكة الحيوانات، لكن من ذلك الوقت ظهر عدم تجانس مملكة النباتات واحتوائها على مجموعات غير مرتبطة بالنباتات الحقيقية، لذلك سرعان ما تم فصل الفطريات ومجموعات من الأشنيات من مملكة النباتات لتوضع في مملكة مستقلة. بالرغم من ذلك ما تزال تعتبر الفطريات والأشنيات ذات خواص نباتية عديدة.
ضمن الاستطلاع الحديث، عندما يطلق اسم "نبات" على تصنيف حيوي وحيد فإنها عادة تعتبر واحدة من ضمن مجموعات ثلاث وهي من الأصغر للأكبر:
نباتات الأرض والتي تعرف بالايمبريات (باللاتينية: Embryophyta).
نباتات خضراء (تعرف أيضا ب (باللاتينية: Viridiplantae) أو (باللاتينية: Chlorobionta)). وهذه تضم الايمبريات (نباتات الأرض) مع الإشنيات الخضراء. هذه المجموعة هي ما يشار له غالبا بالنباتات وهي ما ستتناوله هذه المقالة.
(باللاتينية: Primoplantae) (تعرف أيضا ب Plantae sensu lato, Plastida, or أرخيابلاستيدا Archaeplastida) تضم النباتات الخضراء، إضافة للأشنيات الحمراء والأشنيات (باللاتينية: glaucophyte) فهي تضم مجمل حقيقيات النوى الحاوية على صاناعت خضراء.
الأنواع الأخرى التي يمكنها القيام بالاصطناع الضوئي أيضا تعتبر نباتات حتى لو لم يمكن تصنيفها في مملكة النباتات حسب سلالات القرابة. يقدر وجود 375,000 نوع نباتي وما زال تحديد واكتشاف أنواع جديدة مستمراً.
مميزات النبات
معظم المواد الصلبة في النبات مأخوذة من الغلاف الجوي. خلال عملية تعرف بالتركيب الضوئي تستخدم النباتات الطاقة في أشعة الشمس لتحويل ثانى أكسيد الكربون من الجو إلى سكريات بسيطة. هذه السكريات عندئذ تستخدم في بناء وتشكيل العنصر الهيكلي الرئيسي للنبات. النباتات تعتمد بشكل أساسي على التربة والمياه للدعم، ولكن أيضاً تحصل على النيتروجين، الفوسفور، وبعض المغذيات الأخرى. بالنسبة لغالبية النباتات، لكي تنمو بنجاح تتطلب الأوكسجين في الجو (للتنفس في الظلام) والأوكسجين حول جذورها. غير أن عدداً قليلاً من النباتات الوعائية المتخصصة، مثل الأيكات الساحلية التي تعرف أيضاً بالمانغروف، يمكن أن تنمو مع كون جذورها بلا أوكسجين.
العوامل المؤثرة على النمو
النمط الوراثي للنبات يؤثر على النمو، مثلاً توجد أصناف معينة من القمح تنمو بسرعة، وتنضج في غضون 110 يوماً، بينما أخرى، في نفس الظروف البيئية، تنمو أبطأ وتنضج في 155 يوماً.
النمو أيضاً يتأثر بالعوامل البيئية، مثل الحرارة والماء المتاح، وعلى الضوء المتاح، والمغذيات في التربة. أي تغيير في توفر هذه الظروف الخارجية سوف ينعكس في نمو النباتات.
العوامل الحيوية (الكائنات الحية) أيضاً تؤثر على نمو النبات. النباتات تتنافس مع غيرها من أجل المكان والمياه والغذاء والضوء. قد يسبب ازدحام البيئة أن لا تنمو أي من النباتات نمو طبيعي. الكثير من النباتات تعتمد على الحشرات والطيور في عملية التلقيح. وجود الحيوانات الراعية يؤثر على النبات. خصوبة التربة تتأثر بنشاط البكتيريا والفطريات. البكتيريا والفطريات والفيروسات والحشرات والديدان الخيطية يمكن أن تتطفل على النباتات. بعض جذور النباتات تحتاج إلى علاقة الفطريات للحفاظ على نشاط عادي.
طول دورة الحياة
النباتات البسيطة مثل الطحالب قد تكون قصيرة العمر كأفراد، ولكن تجمعاتها عموماً موسمية. النباتات الأخرى يمكن تنظيمها وفقا لنمط النمو الموسمي:
حولية: النمو والتكاثر خلال موسم واحد.
ثنائية الحول: تعيش لمدة موسمين زراعيين؛ تتكاثر عادة في السنة الثانية.
نباتات معمرة: تعيش العديد من المواسم الزراعية؛ يستمر التكاثر بعد النضج.
يتفاوت معدل نمو النباتات للغاية. بعض الأشنيات تنمو أقل من 0.001 ملم/ساعة، في حين تنمو معظم الاشجار بمعدل 0.025-0.250 ملم/ساعة. بعض الأنواع المتسلقة، مثل (بالإنكليزية: Kudzu)، التي لا تحتاج لإنتاج أنسجة داعمة سميكة، قد تنمو بسرعة 12.5 ملم/ساعة.
اجزاء النبات
يتكون النبات من أجزاء أو أعضاء قد تختلف من نوع لآخر ومن مرحلة نمو لأخرى ومن بيئة لأخرى، والأجزاء الرئيسية هي:
الأوراق
الساق
الجذر
الأزهار ومجموعها النورات
الثمار
الفوائد
للنباتات فوائد عديدة فهي غداء للإنسان والحيوان، حيث تحتوي على الكربوهيدرات والفيتامينات والأملاح والدهون والألياف والأحماض ويحتوي بعضها على البروتين، كما تشكل مصدر رزق للمزارعين الذين يمتهنون مهنة الزراعة، وهي كذلك مصدر رئيسي للأدوية والعطور ومجالات صناعية وحرفية عديدة. ومنها يتم الحصول على الأخشاب والورق والأصباغ والزيوت والأنسجة.
كما تمثل النباتات عموما المصدر المتجدد للأوكسوجين في الأرض وذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى بأن مكنها من تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى غاز الأوكسوجين الذي نتنفسه. والنباتات من جانب آخر بأشجارها وغطائها الأخضر تحمي الأرض من التصحر ومن انجراف التربة ووجودها البيئي ضروري جدا للمحافظة على العديد من الحيوانات من خطر الانقراض.
ومن جانب أخر كانت الأشجار ولا تزال في العديد من بقاع العالم أحد أهم مصادر مواد البناء حيث تبنى من جذوعها وأخشابها البيوت والسفن، ومصدر للطاقة عن طريق حرق الحطب للوقود، وهي في حد ذاتها أحد أهم المكونات الطبيعية التي تكون منها النفط والغاز والفحم منذ ملايين السنين والتي تستخدم الآن كمصدر رئيسي للطاقة وللمنتجات الصناعية المختلفة.
ولجميع أنواع النباتات والأشجار والأعشاب خصائص خاصة بها سواء من الناحية الغذائية أو العلاجية أو مجالات الاستفادة الصناعية من ثمارها أو أزهارها أو بذورها أو أجزائها المختلفة.
حساسية النبات
يصرح الكيميائي يورجن ويلدت من مركز أبحاث يوليش بألمانيا بأن الشجرة تفرز موادا حيوية مقاومة عند اصابتها بيرقات قارضة تفترسها . وهذا ما يحدث لشجرة السنديان ، ولا ينقصر الوضع على ذلك ، بل أن أشجار السنديان المجاورة وتكون في اتجاه الريح القادمة من الشجرة المصابة ، تقوم تلك الاشجار بإفراز ذلك النوع من الإنزيمات المقاومة ، ويرى ذلك على الناحية التي يأتي منها الريح . أما الناحية الأخرى من الشجرة فلا تفرز إنزيمات . ويقول ويلدت " كما لو كانت تلك طريقة " لتخاطب الأشجار" وهي تتم " بواسطة كيميائية."
من تلك وسائل المخاطبة بين الاشجار أفراز مواد تسمى مونوتربين ، و ساليسيلات الميثيل و حمض الجازمونيك وغيرها ، وهي تمثل "كلمات" لكل منها معنى . و يتزايد مثلا حمض الجازمونيك Jasmonic acid في الهواء عندما تصيب بعض الاشجار حشرات ضارة.
ويضيف عالم الأحياء الأمريكي " رالف باكهاوس " من جامعة أريزونا بأن ما تنتجه الشجرة المصابة من إنزيمات في الموضع المصاب منها في محاولة لمقاومة حشرة ، تتطاير رائحتها إلى الاشجار المجاورة فتبدأ هي الأخرى في إنتاج تلك المضادات اتقاءا لشر الحشرات .
ويلاحظ عالم الأحياء تيد تورلينغ من جامعة زيوريخ بسويسرا بأنه توجد حالات أخرى يستعين بها شجرة الذرة "لمناداة" حشرات مثل الدبور أو الزنبور Cotesia , لكي تأتي وتلتهم يرقات أصابتها للخلاص منها . والملاحظ أن زنبور كوتيسيا لديه شراهة كبيرة لافتراس اليرقات الضارة بشجر الذرة ، وهو يسرع إلى الشجرة المنكوبة بمجرد أن تصدر الشجرة انزيمات التربين المقاومة أو ربما "انزيماتها المخاطبة" .